Sunday, February 13, 2011

Democracyالديمقراطية


Democracy is a form of political organization in which all people, through consensus (consensus democracy), direct referendum (direct democracy), or elected representatives (representative democracy) exercise equal control over the matters which affect their interests.[1] The term comes from the Greek: δημοκρατία – (dēmokratía) "rule of the people",[2] which was coined from δῆμος (dêmos) "people" and κράτος (Kratos) "power", in the middle of the 5th-4th century BC to denote the political systems then existing in some Greek city-states, notably Athens following a popular uprising in 508 BC.[3] Even though there is no specific, universally accepted definition of 'democracy',[4] equality and freedom have been identified as important characteristics of democracy since ancient times.[5] These principles are reflected in all citizens being equal before the law and having equal access to power. For example, in a representative democracy, every vote has equal weight, no restrictions can apply to anyone wanting to become a representative, and the freedom of its citizens is secured by legitimized rights and liberties which are generally protected by a constitution.[6][7]
There are several varieties of democracy, some of which provide better representation and more freedoms for their citizens than others.[8][9] However, if any democracy is not carefully legislated – through the use of balances – to avoid an uneven distribution of political power, such as the separation of powers, then a branch of the system of rule could accumulate power, thus become undemocratic.[10][11][12]
The "majority rule" is often described as a characteristic feature of democracy, but without governmental or constitutional protections of individual liberties, it is possible for a minority of individuals to be oppressed by the "tyranny of the majority". An essential process in "ideal" representative democracies is competitive elections that are fair both substantively[13] and procedurally.[14] Furthermore, freedom of political expression, freedom of speech, and freedom of the press are considered by some to be essential so that citizens are informed and able to vote in their personal interests.[15][16]
Popular sovereignty is common but not a universal motivating subject for establishing a democracy.[17] In some countries, democracy is based on the philosophical principle of equal rights. Many people use the term "democracy" as shorthand for liberal democracy, which may include additional elements such as political pluralism; equality before the law; the right to petition elected officials for redress of grievances; due process; civil liberties; human rights; and elements of civil society outside the government.
In the United States, separation of powers is often cited as a supporting attribute, but in other countries, such as the United Kingdom, the dominant philosophy is parliamentary sovereignty (though in practice judicial independence is generally maintained). In other cases, "democracy" is used to mean direct democracy. Though the term "democracy" is typically used in the context of a political state, the principles are applicable to private organizations and other groups also.
Democracy has its origins in Ancient Greece.[18][19] However other cultures have significantly contributed to the evolution of democracy such as Ancient Rome,[18] Europe,[18] and North and South America.[20] The concept of representative democracy arose largely from ideas and institutions that developed during the European Middle Ages and the Age of Enlightenment and in the American and French Revolutions.[21][22]right to vote has been expanded in many Jurisdictions over time from relatively narrow groups (such as wealthy men of a particular ethnic group), with New Zealand the first nation to grant universal suffrage for all its citizens in 1893. Democracy has been called the "last form of government" and has spread considerably across the globe. The

Contents

[hide]






الديمقراطية تعني في الأصل حكم الشعب لنفسه، لكن كثيرا ما يطلق اللفظ علَى الديمقراطية الليبرالية لأنها النظام السائد للديمقراطية في دول الغرب، وكذلك في العالم في القرن الحادي والعشرين، وبهذا يكون استخدام لفظ "الديمقراطية" لوصف الديمقراطية الليبرالية خلطا شائعا في استخدام المصطلح سواء في الغرب أو الشرق، فالديمقراطية هي شكل من أشكال الحكم السياسي قائمٌ بالإجمال علَى التداول السلمي للسلطة وحكم الأكثريّة بينما الليبرالية تؤكد على حماية حقوق الأقليّات والأفراد [1] وهذا نوع من تقييد الأغلبية في التعامل مع الأقليات والأفراد بخلاف الأنظمة الديمقراطية التي لا تشتمل على دستور يلزم مثل هذه الحماية والتي تدعى بالديمقراطيات اللاليبرالية، فهنالك تقارب بينهما في امور وتباعد في اُخرى يظهر في العلاقة بين الديمقراطية والليبرالية كما قد تختلف العلاقة بين الديمقراطية والعلمانية باختلاف رأي الأغلبية.
وتحت نظام الديمقراطية الليبرالية أو درجةٍ من درجاتهِ يعيش في بداية القرن الواحد والعشرين ما يزيد عن نصف سكّان الأرض في أوروبا والأمريكتين والهند وأنحاء أخرَى. بينما يعيش معظمُ الباقي تحت أنظمةٍ تدّعي نَوعاً آخر من الديمقراطيّة (كالصين التي تدعي الديمقراطية الشعبية).
ويطلق مصطلح الديمقراطية أحيانا على معنى ضيق لوصف نظام الحكم في دولة ديمقراطيةٍ، أو بمعنى أوسع لوصف ثقافة مجتمع. والديمقراطيّة بهذا المعنَى الأوسع هي نظام اجتماعي مميز يؤمن به ويسير عليه المجتمع ويشير إلى ثقافةٍ سياسيّة وأخلاقية معيّنة تتجلى فيها مفاهيم تتعلق بضرورة تداول السلطة سلميا وبصورة دورية.

محتويات

[عدل] اشتقاق الكلمَة

أمّا لغويّاً، فالديمقراطيّة كلمةٌ مركبة مِن كلمتين: الأولى مشتقة من الكلمة اليونانية Δήμος أو Demos وتعني عامة الناس، والثانية Κρατία أو kratia وتعني حكم. وبهذا تكون الديمقراطية Demoacratia تَعني لغةً 'حكم الشعب' أو 'حكم الشعب لِنفسهِ'.

[عدل] مفاهيم وقِيَم الديمقراطية

الديمقراطية هي حُكمُ الأكثريّة لكن النوع الشائع منها (أي الديمقراطية الليبرالية) يوفر حمايةُ حقوق الأقليات والأفراد عن طريق تثبيت قوانين بهذا الخصوص بالدستور، ويتجلّى كلّ ركنٍ في عدَدٍ من المفاهيم والمبادِئ سوف نبسُطها تالياً. ويندرُ أن تحوذَ دولةٌ أو مجتمعٌ ما علَى هذه المفاهيم كلها كاملةً غير منقوصة، بل أنّ عدَداً من هذه المفاهيم خِلافِيّ لا يَلقَى إِجماعاً بَين دعاة الديمقراطية المتمرّسين.

[عدل] مبادئ تحكيم حكم الأكثرية ومفاهيمه

وهي مفاهيم ومبادِئ مصممةٌ حتَّى تحافظ الأكثريّة علَى قدرتها علَى الحكم الفعّال والأستقرار والسلم الأهلي والخارجي ولمنع الأقليّات من تعطيل الدولة وشلّها:
مبدأ تداول السلطات سلميا

[عدل] مفهوم التوازن

تبدأُ فكرة التوازن من أنّ مصالح الأكثريّة قد تتعَأرضُ مع مصالح الأقليّات والأفراد بشكلٍ عام، وأنّهُ لا بد من تحقيق توازن دقيق ومستدام بينهما (ومن هنا فكرة الديمقراطية الليبرالية). وتتمدَّد هذه الفكرة لتشملَ التوازن بيَن السلطات التشريعيّة والتنفيذيّة والقضائِيّة، وبين المناطق والقبائِل والأعراق (ومن هنا فكرة اللامركزيّة)، وبين السلطات الدينيّة والدنيوِيّة (ومن هنا فكرة العلمانية).

[عدل] مفهوم الشرعية السياسية والثقافة الديمقراطية

تعتمد كل أشكال الحكومات على شرعيتها السياسية، أي على مدى قبول الشعب بها، لانها من دون ذلك القبول لا تعدو كونها مجرد طرف في حرب أهلية، طالما ان سياساتها وقراراتها ستلقى معارضة ربما تكون مسلحة. وباستثناء من لديهم إعتراضات على مفهوم الدولة كالفوضويين والمتحررين (Libertarians) فإن معظم الناس مستعدون للقبول بحكوماتهم إذا دعت الضرورة. والفشل في تحقيق الشرعية السياسية في الدول الحديثة عادة ما يرتبط بالإنفصالية والنزاعات العرقية والدينية أو بالاضطهاد وليس بالإختلافات السياسية، إلا أن ذلك لا ينفي وجود أمثلة على الإختلافات السياسية كالحرب الأهلية الإسبانية وفيها إنقسم الإسبان إلى معسكرين سياسيَيْن متخاصمَيْن.
تتطلب الديمقراطية وجود درجة عالية من الشرعية السياسية لأن العملية الانتخابية الدورية تقسم السكان إلى معسكرين "خاسر" و"رابح". لذا فإن الثقافة الديمقراطية الناجحة تتضمن قبول الحزب الخاسر ومؤيديه بحكم الناخبين وسماحهم بالانتقال السلمي للسلطة وبمفهوم "المعارضة الموالية" أو "المعارضة الوفيّة". فقد يختلف المتنافسون السياسيون ولكن لابد أن يعترف كل طرف للآخر بدوره الشرعي، ومن الناحية المثالية يشجع المجتمع على التسامح والكياسة في إدارة النقاش بين المواطنين. وهذا الشكل من أشكال الشرعية السياسية ينطوي بداهةً على أن كافة الأطراف تتشارك في القيم الأساسية الشائعة. وعلى الناخبين أن يعلموا بأن الحكومة الجديدة لن تتبع سياسات قد يجدونها بغيضة، لأن القيم المشتركة ناهيك عن الديمقراطية تضمن عدم حدوث ذلك.
إن الانتخابات الحرة لوحدها ليست كافية لكي يصبح بلد ما ديمقراطياً: فثقافة المؤسسات السياسية والخدمات المدنية فيه يجب أن تتغير أيضاً، وهي نقلة ثقافية يصعب تحقيقها خاصة في الدول التي إعتادت تاريخياً أن يكون انتقال السلطة فيها عبر العنف. وهناك العديد من الأمثلة المتنوعة كفرنسا الثورية وأوغندا الحالية وإيران التي إستطاعت الاستمرار على نهج الديمقراطية بصورة محدودة حتى حدثت تغييرات ثقافية أوسع وفتحت المجال لظهور حكم الأغلبية.


Thursday, February 3, 2011

متلازمة ستوكهولم Stockholm Syndrome



متلازمة ستوكهولم هو مصطلح يطلق على الحالة النفسية التي تصيب الفرد عندما يتعاطف أو يتعاون مع عدوه أو من أساء إليه بشكل من الأشكال، أو يظهر بعض علامات الولاء له مثل أن يتعاطف المخطوف مع المُختَطِف .
أطلق على هذه الحالة اسم "متلازمة ستوكهولم" نسبة إلى حادثة حدثت في ستوكهولم في السويد حيث سطا مجموعة من اللصوص على بنك هناك في عام 1973، و اتخذوا بعضاً من موظفي البنك رهائن لمدة ستة أيام، خلال تلك الفترة بدأ الرهائن يرتبطون عاطفياً مع الجناة، و قاموا بالدفاع عنهم بعد إطلاق سراحهم.

ما الذي يسبب هذه الحالة؟

عندما تكون الضحية تحت ضغط نفسي كبير، فأن نفسه تبدأ لا إرادياً بصنع آلية نفسية للدفاع عن النفس، و ذلك من خلال الاطمئنان للجاني، خاصة إذا أبدى الجاني حركة تنم عن الحنان أو الاهتمام حتى لو كانت صغيرة جداً فإن الضحية يقوم بتضخيمها و تبدو له كالشيء الكبير جداً. و في بعض الأحيان يفكر الضحية في خطورة إنقاذه، و أنه من الممكن أن يتأذى إذا حاول أحد مساعدته أو إنقاذه، لذا يتعلق بالجاني.
تظهر هذه الحالات كذلك في حالات العنف أو الاستغلال الداخلي، و هي حالات العنف أو الاستغلال: (عاطفي، جسدي، جنسي) التي تحدث داخل العائلة الواحدة، خاصةً عندما يكون الضحايا أطفال، يلاحظ أن الأطفال يتعلقون بالجناة بحكم قرابتهم منهم و في الكثير من الأحيان لا يريدون أن يشيروا بأصابع الاتهام إليهم



تعود سبب التسمية لحادثة حصلت الساعة العاشرة والربع من صباح يوم الخميس 23 أغسطس 1973م حينما حاول السجين الهارب (جان إيريك أولسون) سرقة بنك (Sveriges Kreditbanken of Stockholm) في منطقة Norrmalmstorg بوسط مدينة ستوكهولم في السويد. قام أولسون باحتجاز أربعة موظفين كرهائن لمدة 6 أيام متواصلة. عند محاولة إنقاذهم, قاوموا رجال الأمن الذين يريدون مساعدتهم ورفضوا أن يتركوا خاطفيهم. وبعد تحريرهم ورغم ما عانوه على يد خاطفيهم, إلا أنهم دافعوا عن الخاطفين وعن مبادئهم بل وجمعوا التبرعات للدفاع عن الخاطفين أم القضاء.
بدراسة حالة المختطفين النفسية وحالات لأشخاص آخرين واجهوا ظروفا شبيهة, تم التعرف على هذا الاضطراب النفسي.

أحد المخطوفين من قبل القاعده في العراق أصيب بهذا الاضطراب بشكل واضح. تم اختطافه مع أحد زملاءه أثناء قيادتهم لشاحنات في العراق وتم نحر زميله أمامه بشكل بشع جدا بينما تم اخلاء سبيله. عندما عمل معه لقاء في أحد المحطات التلفزيونية, دافع عن المختطفين بشكل يجعل من يشاهده يحس أنه لا زال في الأسر بين أيديهم وينتظر الذبح.

تعريفها:
هي عبارة عن ظاهرة نفسية أو عارض نفسي يصيب المختطفين بحيث يبدأون بالتعاطف مع الخاطفين ويقتنعون برؤاهم ونظرتهم للأمور حتى لو كان هؤلاء الخاطفون قد عرضوا المختطفين لأبشع صور التعذيب والتنكيل. غالبا ما يكون هناك تهديد قوي لحياة الضحية.
ليس بالضرورة أن يكون السبب هو الاختطاف بل من الممكن أن يصاب بأعراض هذا الاضطراب من تعرضوا لصور أخرى من الاضطهاد مثل الاغتصاب أو الضرب المبرح أو في المعتقلات السياسية.

تجد الكثيرين ممن خرجوا من المعتقلات السياسية وبالذات ان تم تعريضهم للتعذيب الجسدي أو النفسي الشديد يخرجون بصورة مغايرة تماما لما كانوا عليه وبقناعات جديدة معاكسة لموقفهم الأول ويدافعون عمن اضطهدهم بضراوة. في بعض الحالات يعبر ما يحصل منهم عن متلازمة ستوكهولم واضحة.
ينبغي التنبه إلى أن هذه الحالة مختلفة تماما عما يطلق عليه (غسيل الدماغ).

من يصاب بها؟:
- المخطوفون.
- المعتقلون.
- أفراد العصابات.
- أسرى الحرب.
- أفراد الطوائف والمذاهب الدينية.
- ضحايا زنا المحارم.
- ضحايا الاغتصاب.
- النساء اللاتي يتعرضن للضرب المبرح والاضطهاد الشديدين.
- العاهرات.

كيف تتشكل هذه الظاهرة في نفس المضطهد:
أثناء عملية الخطف يصاب المختطف بالرعب الشديد من الخاطفين, فتبدأ لديه حيلة نفسية غير واعية تسمى (Identification with the aggressor) أي أن يحب من يضطهده ويلتصق به. تقديم أي تعامل لين من قبل الخاطفين يزيد من حبه لهم حيث أنه يضخم من قيمة أي شيء طيب يقدم له من قبلهم. قد يكون هذا المعروف ربما يكون فقط أن الخاطف لم يقتل المخطوف لأي سبب كان سواء مع القدرة عليه أو عدمها.

بغير وعي منه, وبشكل طفولي وبريء, يشعر المخطوف أن عليه أن يرضي الخاطف وأن يدعمه ويدخل السرور على نفسه أثناء الخطف حتى يتجنب أذاه. يتعلم المخطوف أو المضطهد بسرعة فائقة ما هي الأشياء التي تسعد الخاطف فيسارع إلى تقديمها. تصل الرغبة في ارضاء الخاطف الحد الذي يتجاهل المخطوف رغباته وحاجاته هو نفسية كانت أو جسدية.

لو بذلت أي محاولة لإنقاذه, فإنه لا يرفضها فقط بل يعتبرها مصدر تهديد له ولذلك فإنه يقاومها بل ويقدم المساعدة لمن يختطفه.
بعد أن يبتعد عن الخاطف ويصبح في مأمن منه, يمر المصاب بهذه المتلازمة بحالة نفسية أخرى وهي أيضا حيلة نفسية غير واعية تسمى الإنكار (Denial) لكل ما مر به ويعتبره مجرد حلم. هذا الإنكار لا يبعده في الواقع عن الإعجاب بالخاطف, بل إنه يبدأ بتقليد الخاطف ويحاول أن يتصرف مثله.
ينتج عن الابتعاد أيضا حالة من الحيرة بين الإعجاب والخوف من المختطف تجعل المصاب بمتلازمة ستوكهولم مترددا في أن يكره خاطفيه أو حتى يلقي عليهم أي لوم ويوجه اللوم كله إما إلى نفسه أو من أنقذه من الخاطفين. لا يرى في خاطفيه أي ميزة سيئة ولا يقبل أن تقال عنهم أي شيء سلبي من قبل الآخرين.

الحيل النفسية (Defense Mechanisms) مثل الإنكار والاعجاب بالخاطف مع شعورهم بقوة الخاطف الغير محدودة كلها تتضافر في جعل المخطوف يتعلق أكثر بخاطفه. القلق والخوف الشديد تمنعه من تقبل أي خيارات أخرى للتعامل مع هذه الأزمة النفسية.

في النهاية تعتبر أعراض متلازمة ستوكهولم هي وسيلة هروب من ضغط نفسي رهيب ولكنها تتم بالتأقلم معه.

يصاب لاحقا بتغير في سلوكه مثل الاستغراق في العمل أو التأمل أو أي نشاط آخر كالقراءة بشكل غريب أو الهروب بواسطة النوم لساعات طويلة جدا.
يتطلب التعامل معها جهدا كبيرا كالعلاج الجمعي وتقديم الدعم والمساندة وإخراج المصاب من عزلته. يجب إعادة صياغة معاني السلوك الأخلاقي ومفاهيم الشر والخير من جديد للمصاب بمتلازمة ستوكهولم.

تلك المتلازمة المرضية النفسية ، التي يصاب بها أحيانا بعض المختطفين ، و الأسرى ، فيتعاطفوا مع خاطفيهم ، و أحيانا ما يتطور ذلك الشعور إلى الحب ، و ما هو أكثر .
العسل هنا ، هو في تصنيف الحالة المصرية ، على إنها حالة شعب مختطف على يد الأسرة الحاكمة ، و هو كلام يرضي أي شخص يشتري تلك الجريدة ، لأن هذا ما يبحث عنه ، و هو وصف حقيقي للوضع .





The following are viewed as the conditions necessary for Stockholm syndrome to occur.
  • Hostages who develop Stockholm syndrome often view the perpetrator as giving life by simply not taking it. In this sense, the captor becomes the person in control of the captive’s basic needs for survival and the victim’s life itself.
  • The hostage endures isolation from other people and has only the captor’s perspective available. Perpetrators routinely keep information about the outside world’s response to their actions from captives to keep them totally dependent.
  • The hostage taker threatens to kill the victim and gives the perception of having the capability to do so. The captive judges it safer to align with the perpetrator, endure the hardship of captivity, and comply with the captor than to resist and face murder.
  • The captive sees the perpetrator as showing some degree of kindness. Kindness serves as the cornerstone of Stockholm syndrome; the condition will not develop unless the captor exhibits it in some form toward the hostage. However, captives often misinterpret a lack of abuse as kindness and may develop feelings of appreciation for this perceived benevolence. If the captor is purely evil and abusive, the hostage will respond with hatred. But, if perpetrators show some kindness, victims will submerge the anger they feel in response to the terror and concentrate on the captors’ “good side” to protect themselves.
Psychiatrist Frank Ochberg, widely credited with Stockholm Syndrome's psychiatric definition, describes it as "a primitive gratitude for the gift of life," not unlike that felt by an infant.[7]
According to the psychoanalytic view of the syndrome, this tendency might be the result of employing the strategy evolved by newborn babies to form an emotional attachment to the nearest powerful adult in order to maximize the probability that this adult will enable—at the very least—the survival of the child, if not also prove to be a good parental figure. This syndrome is considered a prime example for the defense mechanism of identification.[8]
A person may not escape from an enemy even if they were treated cruelly. This is because they enter into a defense mechanism called Dissociation. This is a normal defense mechanism in persons exposed to trauma. When they enter a dissociative state, they can cope with the abuse they endure. Dissociation may be so much that they do not take their opportunities to escape when they have the chance.

Wednesday, February 2, 2011

1984


الحرب سلام.
الحرية عبودية.
الجهل قوّة.

WAR IS PEACE 
FREEDOM IS SLAVERY 
IGNORANCE IS STRENGTH 
كتب الكاتب الانجليزي جورج اورويل روايته الشهيرة التي اسماها: 1984 تنبأ فيها بقيام دولة في هذا التاريخ ـ أي عام 1984 ـ تدعى دولة اوقيانيا يحكمها حزب واحد ويقف على رأس الدولة والحزب رجل واحد يُدعى الاخ الاكبر، الذي تملأ صوره بشتى الاحجام كل مكان كما أن عيون الحزب وجواسيسه يملأون كل مكان حيث تتولى شرطة التفكير القاء القبض على الذين يُشك في ولائهم للحزب والأخ الاكبر. حتى اجهزة التلفزيون التي توجد في البيوت النوادي وقاعات الاجتماعات مزودة بكاميرا خفية تنقل فوراً إلى الاجهزة الامنية ما يمكن ان يصدر عن الناس فالشاشة تستلم وتبث في آن واحد وهي تلتقط كل صوت يتجاوز الهمس الواطيء جداً، بل انها ترى كل ما يقع ضمن مدى رؤيتها «ص 7». 
حتى الاطفال كانوا يحولون بشكل منظم بواسطة منظمات كمنظمة «الرقباء» إلى متوحشين صغار صعبي المراس، وكان من شأن هذا فضلاً عن كل ذلك ان يُجرّدهم من أي ميل ـ أياً كان ـ للتمرد ضد انضباط الحزب بل انهم ـ وعلى العكس من ذلك تماماً - يتحولون إلى عبادة الحزب وكل ما يتصل به. ان الاناشيد والمواكب والشعارات والرحلات والتدريب بالبنادق الدموية والهتاف بالشعارات وعبادة الاخ الاكبر هي جميعاً نوع من الالعاب الرائعة بالنسبة لهم لقد توجهت كل ضراوتهم نحو الخارج: ضد اعداء النظام والاجانب، والخونة، ضد المخربين ومجرمي التفكير، وهكذا فان من النادر ان يمر اسبوع دون ان تخرج صحيفة التايمز بمقالة تصف كيف ان أحد صغار المتسللين ـ أو ما يُسمى عادة «بطل الاطفال» ـ قد استرق السمع لبعض التعليقات المشبوهة لوالديه وأبلغ عنها شرطة التفكير. «ص 30، 31».
هناك الشعارات الثلاثة التي تُطالعك في كل مكان:
الحرب سلام.
الحرية عبودية.
الجهل قوّة.
هذا هو ونستون بطل الرواية يجلس في زاوية غرفته وقد ادار ظهره لشاشة التلفزيون أخرج من جيبه قطعة ذات خمسة وعشرين سنتاً وعليا أيضاً نقشت بحروف واضحة بالغة الصغر نفس الشعارات الثلاثة. فيما طُبع على الوجه الآخر وجه الاخ الاكبر. حتى في العملة كانت العينان تلاحقك «عينا الأخ الاكبر» من على النقود والطوابع، وأغلفة الكتب، الاعلام، البوسترات، وأغلفة علب السكائر. وفي كل مكان كانت العيون تراقبك، والصوت يطوّقك على الدوام ولا سبيل للخلاص من ذلك. نائماً كنت ام مستيقظاً، تعمل أو تتناول طعامك، داخل البيوت ام خارجها. في الحمّام أو في السرير لا شيء يخصك باستثناء بضعة سنتيمترات مربعة داخل جمجمتك «ص 33».
النظام الحاكم اشتراكي مبادؤه المقدسة هي: «تحولية الماضي» و«الكلام الحديث» و«الايمان المتناقض» ص(32).
تحولية الماضي: هناك شعار حزبي يقول: من يسيطر على الماضي يسيطر على المستقبل. يقول الشخص الذي يقوم بتعذيب بطل الرواية بعد ان يخبره هذا بأن الماضي موجود في السجلاّت وفي العقل في ذاكرة البشر، يقول له: في الذاكرة!
حسن جداً، نحن الحزب، نسيطر على كل السجلات ونتحكم في الذاكرة البشرية. اذن نحن «الحزب» نتحكّم بالماضي. «ص 269».
كانت مؤسسة اعلامية ضخمة تدعى وزارة الحقيقة تضم بنايتها ثلاثة آلاف غرفة وكان ونستون بطل الرواية احد العاملين فيها تقوم على تغيير التاريخ أي الماضي باستمرار. فمثلاً هناك دولتان اثنتان تكون احداهما في حالة حرب مع دولة اوقيانيا هما دولة اوراسيا ودولة اياستاسيا. وحين تكون احداهما في حالة حرب تكون الاخرى حليفة لاوقانيا والعكس بالعكس إلاّ انّه لا يمضي عامان أو اربعة حتى تنعكس الامور فتصبح الحليفة عدوة والعدوة حليفة. وهنا يقوم الحزب باستخراج كافة المطبوعات من كتب ومجلات وصحف وشعارات وقصائد وقصص ويغيّر الاسماء فيها حسب التطورات الجديد ـ أي اعادة طبع تلك المطبوعات الموجودة في أرشيف الحزب مرة اخرى وعرضها على الجماهير.
يقول ونستون: اننا لا نعرف شيئاً تقريباً حول الثورة وسنوات ما قبل الثورة كل سجل قد اُتلف، وكل كتاب قد اعيدت كتابته. وكل صورة قد اعيد رسمها. وكل نصب أو شارع أو بناية قد اُعيدت تسميته. وتلك عملية متواصلة. يوماً بيوم ودقيقة بدقيقة. لقد توقف التاريخ. ولا شيء هناك غير حاضر، غير متناه. الحزب فيه على حق على الدوام. أنا أعلم بالطبع ان الماضي مزوّر لكن لن يكون بوسعي أبداً أن اثبت ذلك حتى عندما أكون أنا من يقوم بهذا التزوير. فبعد ان ينجز الامر لن يبقى ثمة دليل حوله. الدليل الوحيد لا يوجد سوى في عقلي أنا. أنا لا أعلم بأي شكل من أشكال اليقين ان هناك انساناً آخر يشاركني ذكرياتي «ص 169».

الكلام الحديث: هو اللغة التي كانت في الاصل فكرة الاخ الاكبر ثم تبناها الحزب وبدأ بطبع قاموس لها كانت طبعاته تتجدد دائما حيث تختزل كلماته وتتناقص ولذا فالكلام الحديث هو اللغة الوحيدة في العالم التي تتناقص مفرداتها كل عام «ص 60».
يقول احد المشرفين على الطبعة الحادية عشرة لهذا القاموس لونستون: نحن نضع اللغة في شكلها النهائي. الشكل الذي ستأخذه عندما لا يتكلم احد بشيء غيره وعندما نكون قد انتهينا منه فإن على أناس مثلك ان يتعلموها برمتها من جديد «ص 58».
فالهدف اذن من «الكلام الحديث» هو جعل الناس يفكرون بطريقة جديدة تتلاءم مع مقررات الحزب والحاكم، أي أن يفكروا كما يتكلمون، هذا الكلام الذي صيغ من قاموس الحزب.
الايمان المتناقض: يلخّصه المؤلف بهذه الكلمات: أنت تعلم ولا تعلم، في الوقت ذاته. وأن تكون مدركاً للمصداقية التامة فيما تعلن اكاذيباً منظمة بدقة ان تحتفظ في آن واحد باعتقادين باطلين وتؤمن بهما معاً مع علمك انهما متناقضان. ان تستعمل المنطق ضد المنطق. وأن تتبراً من الفضيلة فيما تدّعي لنفسك حتى المطالبة بها. ان تعتقد ان الديمقراطية مستحيلة وأن الحزب هو حامي الديمقراطية، ان تنسى كل ما يكون نسيانه ضرورياً ثم تسترجعه ثانية إلى الذاكرة في اللحظة التي تحتاجه فيها لتنساه من دون ابطاء «ص 41». 

لقد ادى اسلوب «الايمان المتناقض» بالتالي إلى ان يتحول اعضاء الحزب إلى مخلوقات تردد ببغائياً ما يطلب اليها في اللحظة الحاضرة. فان طُلب بعد لحظة واحدة بالهتاف بشيء متناقض بادر العضو الحزبي إلى فعل ذلك فوراً. وهو في كلا الحالتين غير مؤمن بشيء، عن الفتاة جوليا التي تربطها علاقة صداقة مع ونستون بطل الرواية وكلاهما عضو في الحزب، يقول اورويل:
لقد صاحت مرات لا عدّ لها في الاجتماعات الحزبية الحاشدة والتظاهرات العفوية، بأعلى صوتها الاعدام اُناس لم تكن قد سمعت ابداً بأسمائهم، اُناس لم يكن لديها أدنى اعتقاد بجرائمهم المزعومة. وأثناء المحاكمات العلنية كانت تحتل مكانها في مفارز عصبة الشباب التي تطوف الساحات منذ الصباح حتى المساء وهي تردد بين الحين والآخر: الموت للخونة. وخلال برنامج «دقيقتان من الكراهية» ـ برنامج كان الحزب ينظمه لتوجيه الكراهية نحو اعدائه ـ كانت تبز الآخرين في الصياح بالاهانات نحو غولدشتاين بالرغم من انها لم يكن لديها إلاّ فكرة مبهمة عن من يكون غولدشتاين وأية تعاليم يمثل «ص 166».
وغولدشتاين هذا الذي لا نعرف وحتى نهاية الرواية هل هو انسان موجود فعلاً ام ان الحزب قد ابتكره ليجعل منه العدو الأوّل للدولة والحزب والأخ الاكبر، وليجعل كل من لا يرغب به من الناس حزبيين وغير حزبيين متهمين بالاتصال به والتآمر معه، غولدشتاين هذا كما يقول الحزب: كان يشتم الاخ الاكبر ويشجب دكتاتورية الحزب ويطالب بالسلام الفوري مع دولة اورآسيا، ويدافع عن حرية الكلام وحرية الصحافة والاجتماع والتفكير. وهو زعيم لجيش مبهم. شبكة سرية من المتآمرين للاطاحة بالحكومة تسمّى: الاخوية «ص 18 و19».
أمّا عن اقتصاد البلاد والخراب الذي كان يعمها حيث يعاني المواطنون من نقص في كل شيء حتى في اربطة الاحذية فيقول اورويل: لم يكن هناك ابداً ما يكفي لأن يؤكل. لم يكن للمرء يوماً ملابس داخلية أو جوارب لا تملؤها الثقوب، الاثاث بال متداع دائما، القاعات قليلة التدفئة، القطارات مكتظّة والمنازل متداعية. الخبز مسمر اللون، والشاي شيء نادر، والقهوة بذيئة المذاق، السجائر غير كافية، لاشيء رخيص ومتوفر باستثناء الجن الصناعي «نوع الخمر الرديء» «ص68» كانت القهوة الجيدة والشكولاته والمساكن الفارهة والنظيفة والاحياء الراقية والتلفزيونات التي يمكن اطفاؤها ساعة يشاء المشاهد، والطعام الممتاز من امتيازات اعضاء الحزب الكبار والكادر المتقدم فيه «ص 181 ـ 185» مع كل ذلك يستمر الاعلام الرسمي في الحديث عبر شاشات التلفزيون وصحيفة الحزب عن الرفاه والانجازات الهائلة على كافة الاصعدة وخاصة الاقتصادية والعسكرية التي تحققها القيادة الحكيمة للاخ الاكبر، حاكم البلاد.
فهذا خبر مثلاً يصل إلى ونستون ليعد له وينشره في الصحيفة الحزبية بوصفه أحد الكتاب فيها ـ ويتعلق بكمية الاحذية التي انتجتها الدولة ومصدر الخبر هو وزارة الوفرة ـ وهو اسم اراد به المؤلف السخرية المريرة من أكاذيب هذه الوزارة الاحصاءات خيالية في النسخة الاصلية بنفس القدر الذي هي عليه في النسخة المصححة ويُنتظر منك ان تجملها.
فقد قررت وزارة الوفرة ـ على سبيل المثال منتوج الاحذية خلال الفصل بـ «145» مليون زوج فيما كان المنتوج الفعلي 62 مليون. لكن ونستون وهو يعيد كتابة الخطّة خفّض رقمها إلى 57 بدلاً من 145 كي يتيح المجال للادعاء التقليدي بأن الحصة المحددة قد تخطتها ارقام التنفيذ. وعلي اي حال فان الـ 62 مليون لم يكن اقرب إلى الحقيقة من الـ 57 مليون أو الـ 145. فمن المرجّح تماماً ان لا احذية قد اُنتجت على الاطلاق ومع ذلك فالأكثر احتمالاً هو أن ما من أحد يعرف كم من الاحذية قد اُنتج. فكل ما يعرفه المرء أن هناك ارقاماً فلكية لأعداد الاحذية توضع على الورق كل فصل، فيما كان حوالي نصف سكان اوقيانيا يمشون حفاة عادة «ص 48».
وبصورة عامة في كل فترة كانت هناك مادة ضرورية ما تختفي وتعجز مخازن الحزب عن تجهيز الناس بها تارة تكون هذه المادة ازراراً وتارة اخرى صوف الرفو، وثالثة اربطة الاحذية. والآن هي شفرات الحلاقة، رغم ان بإمكانك الحصول عليها على اية حال بالبحث عنها وبشيء من المكر في السوق الحرة «ص 56» في دولة اوقيانيا تدّخل الحزب في الدافع الجنسي الذي كيّفه الحزب لمصلحته، حين يجعز عن القضاء عليه، فالدافع الجنسي ـ كما يقول اورويل ـ يمثل خطراً على الحزب. وقد حوله الحزب لمصلحته بدلاً من ذلك. لقد لعبوا نفس الحيلة مع غريزة الابوة. اذ لم يكن في الواقع بالامكان القضاء على العائلة، وفي الوقت الذي كان الناس فيه يُشجعون على التولع بأبنائهم بالاسلوب العتيق، فإن الاولاد من ناحية اخرى يحرّضون بانتظام ضد اهليهم ويُلقّنون التجسس عليهم وتسجيل انحرافاتهم. وهكذا فان العائلة اصبحت امتداداً لشرطة التفكير، انها اداة امكن بواسطتها جعل كل شخص محاطاً ليل نهار بالمخبرين الذين يعرفونه عن قرب «ص 146» وامعاناً في تضليل المواطنين وحجب الحقائق عنهم فقد منعوا من الاتصال مع الاجانب وحتى الحليف الرسمي لدولة اوقيانيا كان ينظر إليه دائما بأكثر الشكوك شراً. وليس هناك أي احتكاك بالاجانب ـ إلاّ وعلى نطاق محدود ـ مع الاسرى والعبيد الملونين. وإذا ما وضعنا اسرى الحرب جانباً فان المواطن العادي في اوقيانيا لم تقع عيناه يوماً على مواطن من اوراسيا أو إياستاسيا ـ وهما الدولتان اللتان كانت اوقيانا تتناوب الحرب معهما ـ كما انّه ممنوع من الاطلاع على اللغات الاجنبية. ولو اتيح له يوماً الاتصال بالاجانب فلاشك انّه سوف يكتشف انهم مخلوقات تشبهه وان معظم ما قيل له عنهم كان أكاذيب وسوف يحطّم العالم المحكم الاغلاق الذي يعيش بداخله «ص 212» انها دولة تقوم حضارتها على البغض ـ هكذا يقول المحقق الحزبي لونستون بعد القاء القبض عيه واخضاعه لعمليات غسيل دماغ وتعذيب. ويواصل قوله: لن تكون هناك ـ في عالمنا ـ أية انفعالات غير الخوف والغيظ والابتهاج بالنصر واذلال الذات. سوف ندمر كل ما عداها. اننا بصدد تحطيم كل عادات التفكير التي تعود إلى فترة ما قبل الثورة. اننا نحطم الاواصر التي تربط الطفل بأبويه والرجل بالرجل والرجل بالمرأة، لم يعد أحد يجرؤ على ان يأتمن زوجة أو ابناً أو صديقاً «ص 289».
ومن أجل منع اي تمرد جماهيري أو حزبي فقد قام الحزب بإلهاء الجماهير العريضة التي تشكل الشغيلة غالبيتها بتوافه الامور التي يقف على رأسها الادب الخليع من اشعار ومجلات وأفلام يعدّها حزبيون وحزبيات شغلهم الشاغل انتاج هذا النوع من الادب وتوزيعه بين افراد الشغيلة. وتقوم بهذه المهمة وزارة الحقيقة فهناك سلسلة من الاقسام المنفصلة التي تتعامل مع الادب والموسيقى والدراما وعموم التسلية الموجهة إلى الشغيلة ففي هذا المكان يجري اصدار صحف هرائية لا شيء فيها تقريباً سوى الرياضة وأخبار الاجرام وعلم التنجيم والروايات المثيرة القصيرة ذات الخمسة سنتات، وأفلام تنضح بالجنس وأغان عاطفية «ص 50».
أما أعضاء الحزب، فكل فرد منهم يعيش من الولادة حتى الممات وهو تحت أعين شرطة التفكير. فهو عندما يكون لوحده لا يمكن اطلاقا ان يكون واثقا من انّه لوحده حقاً انّه ـ وأينما كان نائما أو مستيقظا، مشتغلا أو في عطلة، في حمّامه أو سريره ـ يمكن ان يكون مراقباً دون اي تحذير ودون ان يعرف انّه مراقب.
ليس هناك ما هو غير مهم بين ما يقوم به. ان علاقات صداقته، استجماماته، سلوكه ازاء زوجته وأولاده، سيما وهه عندما يكون لوحده، الكلمات التي يدمدم بها وهو نائم، وحتى الحركات المميزة لجسمه، هي جميعاً موضع تفحص بالغ اليقظة «ص 229». اما القاء القبض على من يتهم بجريمة التفكير، فان ذلك يحدث دائماً اثناء الليل. فالاعتقالات لا تجري إلاّ ليلا، حيث الهزة المفاجئة التي تخرجك من نومك والايدي القاسية ترج اكتافك، والاضواء تسطع في عينيك وحلقة الوجوه الخشنة تطوق سريرك.
لم تكن هناك في الغالبية العظمى من الحالات محاكمات ولا تصاريح اعتقال، فالناس كانوا يختفون بكل بساطة، وأثناء الليل في الغالب، ان اسمك يرفع من السجلات ويمحى نهائياً كل سجل لأي شيء فعلته في أي وقت مضى، بل يُنكر ثم ينسى، حتى وجودك في فترة من الماضي تمحى، تباد: اي تبخّر ـ كما يقال عادة ـ «ص 25».
في وزارة الحب حيث يتم الاعتقال والتعذيب الفظيع الذي يجبر فيه المعتقلون على الاعتراف حتى بأشياء لم يرتكبوها بل لم يفكروا بها، ندرك على لسان الجلاد الحزبي المكلف بتعذيب بطل الرواية ونستون الهدف من عمليات التعذيب بهذا الشكل السري الطويل جداً ودون علم من أحد ولا محاكمة ولا شهود، انهم لا يريدون ان يصبح الضحايا شهداء أو يحظون بأدنى تعاطف من أي احد أو ان يكتب التاريخ عنهم فيما بعد لينظر اليهم بوصفهم شهداء. يقول المحقق أثناء استجوابه لونستون في أحد اقبية الامن العام: الامر الاول الذي عليك ان تدركه هو انّه لا وجود في هذا المكان للاستشهاد لقد قرأت عن الاضطهادات الدينية في الماضي ومحاكم التفتيش في القرون الوسطى لكن ذلك كان افلاساً، فقد أريد ان تجتث الهرطقة لكنها انتهت بتخليدها، ومقابل كل مشنق احرقته فوق خازوق بُعث الآلاف. لماذا كان ذلك؟
لانّ محكمة التفتيش قتلت اعداءها علناً، وقتلتهم وهم لا يزالون غير تائبين، وفي الحقيقة انها قتلتهم لانهم كانوا غير تائبين، كان الرجال يموتون لانهم لم يتنازلوا عن معتقداتهم الحقيقية. ومن الطبيعي بعد ذلك ان يكون كل التمجيد من حصة الضحية فيما لحق كل الخزبي بالمحقق الذي احرقها. وفي القرن العشرين كانت هناك انظمة سمّيت بالاستبدادية. وقد اضطهدت الهرطقة على نحو اكثر قسوة مما فعلت محاكم التفتيش تلك. وتصوّر سدنتها انهم قد تعلّموا من اخطاء الماضي. وتعلموا ـ على أية حال ـ ان على المرء ان لا يخلق شهداء، لقد كانوا ـ وقبل ان يقدّموا ضحاياهم إلى محكمة علنية ـ يهيئون انفسهم بترو لتحطيم شرفهم.
كانوا يرهقونهم بالتعذيب والعزلة حتى يصبحوا حقراء تعساء اذلاّء يعترفون بكل ما يوضع في افواهم. يتبادلون التهم ويحتمون بعضهم ببعض. ينشجون طلباً للرحمة، ومع ذلك فان الامر نفسه حدث من جديد بعد بضع سنوات فقط. فقد اصبح الموتى شهداء، واصبح خزيهم منسياً. ومرة اخرى، لماذا كان ذلك؟ في المقام الاول، لان الاعترافات التي ادلوا بها كانت منتزعة وغير صادقة على نحو جلي. اننا لا نرتكب أخطاء مثل هذه ان كل الاعترافات التي تلفظ هنا حقيقية، نحن نجعلها حقيقية. كما اننا وقبل كل شيء لا ندع الميت يبعث ضدنا ان عليك ان تكف عن تصور ان الاجيال القادمة سوف تبرأك يا ونستون، الاجيال القادمة لن تسمع بك اطلاقاً لن يكون هناك أي وجود لك. سوف نحولك إلى غاز ونصبك في الفضاء، لا شيء سيبقى منك لا اسم في سجل ولا ذكر في دماغ حي انك ستكون ملغياً في الماضي ـ كما في المستقبل ـ انك لن تكون موجوداً أبداً.
وحين يتساءل ونستون وهو يعقب على كلام المحقق اعلاه: لماذا يزعجون انسهم اذن بتعذيبي؟ يأتيه الجواب: ألم اقل لك اننا نختلف عمن سبقنا من المضطهدين؟ اننا لا نكتفي بالاذعان السلبي والاستسلام الاكثر اذلالاً، عندما تستسلم لنا في النهاية، فان ذلك لابد ان يكون بمحض ارادتك الحرة. نحن لا نحطّم المنشق لانه يعارضنا وسوف لن نحطمه طالما ظل يعارضنا، نحن نهديه. ننتزع عقله الباطني ونعيد تكييفه من جديد، اننا نجعله واحداً منا قبل ان نقتله. لقد كان المنشق في الازمة السالفة يسير إلى الخازوق وهو لا يزال منشقاً وينادي بهرطقته، مبتهجاً ابتهاجاً شديداً بها، وقد قفل جمجمته على أفكاره المتمردة التي يتشرب بها. اما نحن فاننا نجعل الدماغ «مثالياً» قبل ان نفجّره... لم يقف بوجوهنا ابداً احدا ممن اتينا بهم إلى هذا المكان، اننا نمحوه تماماً، حتى هؤلاء الخونة الثلاثة البائسون الذين اعتقدت ذات مرة انهم ابرياء ـ جونز وأيارونسون ورذرفورد «هذه اسماء اشهر ثلاثة من الذين اتهمهم الحزب الحاكم بالتآمر ضده وأعدمهم بعد ذلكو سحقناهم في النهاية. لقد شاركت شخصياً في استجوابهم، وقد رأيتهم وهم ينهارون تدريجياً، ينشجون. ينحبون ويذرفون الدموع لا من الالم أو الخوف بل من الندم لا غير. ومع انتهائنا منهم لم يتبق سوى هياكل الرجال، ولم يتبق منهم شيء سوى الأسى مما كانوا قد ارتكبوه، والحب للأخ الاكبر، حباً يفوق التصور، لقد توسلوا ان يعدموا بسرعة كي يتسنى لهم ان يموتوا وعقولهم طاهرة.